ألنفايات ألفَكريَة وتَشويشْ ألعَقل ؟!

ألنفايات ألفَكريَة وتَشويشْ ألعَقل ؟!

 

بقلم : أحمد القيسي

 

مَن يَنشرون ْ ألنفايات ألفَكريَة يُلوثون أسماعنا ، أفكارنا ، مَنصاتنا بسِمومَهم هذهِ هيَ ألنفايات ألفكريَة وهيَ أشدُ خَطراً وفَتكاً على ألمُجتَمع مِنَ ألنفايات المُتراكمَة في ألشارع .
وُهذهِ ألمُراشقات لا تنحصر في نِطاقٍ واحد .. مثال ذلِك ألصُحُف الإلكترونية ألغير مُعرفة وألتي لا تَخضع لرَقابة وتَدقيق لما يُنشَر بها من أمور تفتقد إلى ألشروط وألضوابط .
باتَ ألعالم أليوم في عَصر ألعَولمَة قرية صَغيرَة مُترابطَة ، إلا أنَ هذا ألتَرابط لا يَحمل بالضَرورة مَعني إيجابي !
في ألوَقت ألذي أصبحَ بأماكن الأفراد في أي وقت وأي َ مكان الأطلاع على كُل مايَجري في ألعالم من أحداث في ظرف ثَواني وبكبسَة زر واحدة تُطلعكَ على ألسلام أجمع .. إلا أنَ أنفتاح ألعالم على بَعضها ألبَعض ْ، لاسيما على مواقع ألتَواصل الإجتماعي ، جَعلنا عُرضةً أكثر لهذهِ ألنفايات ألفكريَة لانَكتَرث أن تَعرَض أيَ منكُم أو أوطانكم إلى الإساءة أو ألتَشهير وألسَب وألشَتم أو ألتَبلي وألتزوير وغيرها من إفرازات ألنفايات ألفكريَة ، ألم يَتَعرض ْ عُلمائنا وأشرافنا وَرجال ديننا وَرؤسائنا وحتى تأريخنا وجُغرافيتنا لإساءة هذهِ ألنفايات ألبشريَة وأفكارَهم ؟!
ألَيسَ لِتلكَ ( ألنفايات ) ألبَشَرية وألفكرية من أسمها نَصيب ؟! وَهل تُغطى ألشَمس بغربال؟!
وَلو أتينا لنُعرف ماهيَة هذهَ ألنفايات ألفكريَة أو مايُمصطلح عَليها بهذا الأصطلاح لَنجد أنها ( مُجمَل مُخلفيات ألأنشطَة الإنسانية بكُل صورَها فكريَة ومَنزلية وزراعية وصناعية والإنتاجية إلى جميع هذه ألصور من ألمُخلفات ألفائضَة وألمتروكَة في مكانٍ ما من ساحَة ألحياة وألتي يُعود أهمالها بالإساءة إلى ألصحَة وألسَلامَة ألعامَة وألتي تتخذ من هذهِ ألنفايات صور وأشكالٍ عِدَة من حَيث ألخطورة ألتي تَكمنُ فيها منها ألحَميدة والسامة ألقاتلة ألصَلبَة وألسائلة
وألتي قد تَستَنفذ منا مجهودٍ كبير ومُكلف لإزالتها وألخلاص منها .
ماهيَة صِناعَة ألنفايات ألفكريَة وَتشويشْ ألعَقل :

أستَشَرَت مؤخراً ظاهرَة مَفادها هو تَحول الأغبياء وألنَكرَة إلى ( مَشاهير ) في ألعَديد من الأماكن ألعامَة وكل بقاع ألارض بَعد َ أن تَم أستغلال تطبيقات ألسوشل ميديا على شَبكة ألنَت ومواقع ألتواصل الإجتماعي وحِسابات ألمشاهير فمنهم من أجاد َ أستخدمها بجديَة وفائدَة ومنهم مَن نَحنُ بصَددهم وتَرويج نفاياتهم ألفكرية وألشاذة عن ألمُجتمع .. حَيث يَنشُر ألكثير منهُم من شائِعات ومعلومات علمية وفكريَة مَغلوطَة وَوضعية لا تَمُت لمجتمعاتنا بفائدة لشواذها عَن ماهو قَيم وَمُفيد ، إنَ ألدَفع بالتافهين إلى واجهَة وَمقَدمة ألمُجتمع تُعَد جَريمَة بحق ألحضارَة وألقيم الإنسانية والأجيال ألناشئَة ، وأنَ هذا الأحتجاج وألرَفض في مُتخلف ألقارات يُنبهنا إلى ألكَثير من الأحداث وألمواقف والأفعال ألتي طالما أثارت إشمئزازاً لتعيدها قسراً على قيمَنا الإخلاقيَة وألفكريَة وألثَقافية بتفاهَة وسطحيَة مُحتَواها لأنها لاتَتماشى معَ مُستوى ثَقافة مُجتمعاتَنا وقيَمهِِ .
مانَراه أليوم هو مُعاناة قاسَيَة تُواجهَها ألمُجتمعات ألتي آلت بها من دوَل ذاتَ سيادَة ونظُم وحُزمةَ قَوانين تَحكُم ألبلاد وفق خطوط واضِحَة وأنيقة في سياسة عَمَلها لإدارة ألدولة وعملية ألعلاقات ألدوَلية ألتي يَديرونها للمَضي بدَولَتهم إلى مَراكز ألتَقدُم وألرُقي في شَتى مَجالات ألحَياة وألعمل ألسياسي والأقتصادي والإجتماعي …ألخ ، ومنها ماعانَت دوَيلات ألوطن ألعَربي بعدَ أن أجتاحَها بما يُسمى بالربيع ألعرَبي وبأستثناء ألبَعض منها .
فقد عانَت مُدن ضَرر هذهِ ألنفايات سياسَية وفكريَة وَهيَ أشَد خَطراً من نفايات ألشارع ومُخلفات ألأُميَة ، تَنهار دوَل عربية عِدَة في وطننا ألعَربي منها سورية وليبيا وأليمن ولبنان وألسودان وألعراق وهناك ألبَعض من دوَل ألخليج ألتي تَكاد أن تُصاب بها وكُلَ هذه ألمُجريات تَحت َ ظل مُسمى ألرأي ألعام ومسألة حُريَة ألشُعوب ، حينها تَفقُد مقومات ألعيش ألرغيد ألكريم وَحياة الأستقرار ، جَريمة تلو َ جَريمة ، تَفصل بَينها ساعات وأحياناً دقأئق مَعدودَة ، تَجعل مُدنَهم ساحَة لإستعراض ألعَضَلات وتَصفية ألحِسابات نَتيجَة هذهِ ألنفايات ألفكريَة ألتي حَلت مَحل ألعَقل ألمُتزن ألمُفكر .
إنَ هذا ألحال ألجَديد ألذي يدور في خَظم ألمُعانات ، إنَ ألواقع ألمأساوي ألذي صِفَتهِ ثَقافة دَخيلة ، هيَ مَصدر ألسلبيَة ألقاتلَة ألتي نَحنُ فيها أليوم ، كُنا قَد حَذرنا منها وَلم يَستوعب ألبَعض خُطورَتها وجَعل مِنها لُعبَة مُفضلة في مواجَهة الآخرين من ألعقول ألنيرَة وألشَخصيات ألمُفكرَة وألنُخب ألثَقافيَة ألتي هيَ مَصدر إشعاع للفكر وألتقدم تحتَ مَبدأ تَصفيَة هذه ألعقول من خلال نَفث سمومَهم ألقاتلَة ألتي تَتسلل بينَ ألمُتجمع لتَسكنهُ دَعوات ألفتنَة وألطائفيَة وهَوس الأنتقام و ألكراهيَة ، وألتي أتخَذت مَصدر تَبرير كُل خَيباتَنا وَنكَساتنا و فَشَلنا ألذريع في هَدم كُل هذهِ ألمُجتمعات ألتي كانَت ذاتَ إشعاع فكري وَسياسي متقدم يُشار لها بالبنان .

أصحاب ألنفايات ألفكريَة :
هُم هؤلاء الأشخاص ألذين لايَفقَهون شَيء من ألعقول ألنيرَة أو يفقهون ذلك لكن يَعمدون بالوقوف أمام إرادة ألشعوب ألمتقدمة سلفاً وحديثاً وهؤلاء للأسف هُم مَن يَمتلكون ألسِنة وحِسابات على مَنصات ألتواصل الإجتماعي ألتي يَعملون من خِلالها أبواب للشائعات والدَعاية ألمُغرضة و يسارعون إلى مُهاجمة ألجَميع ومحاولة نَشر ثَقافتَهم ألمنكوَبة وأن هذا ألكلام لايوجَه إلى جَميع ممَن ليس لديهم دَخل في إطار هذهِ ألصحافة ألمزعومة أنها خيراً .. فهناك العلماء وألمُفكرين بكل صوَرهم ممن يُسارعون إلى نَشر ألتوعية ألثقافية وألعلمية والإجتماعيَة ألتي نحنُ بصددها على أن تُرَص بينَ صفوف ألمُجتمعات كُلَ .
لم تَعد ألطُرق سَهلة بعدَ كل هذهِ ألأزمات وألحروب ألتي مَرت بها مُمجتمعاتنا ألعربية ألتي يمكن أن نطلق عليها بالحروب الداخلية والأهلية رغم َ أنفتاحها على جغرافيات عِدة وبلدان تَختلف ثقافاتها حتى على أوربا وأحداث ألحادي عشر وجرأئم ألتي وقعت في كنائس عِدة وأحداث ألشغب ألتي طالت باريس وغيرها .

ألجريمَة الإلكترونية ؟!

أدى ألتطور ألتكنولوجي ألكثير إلى أزدياد أهمية ألكمبيوتر في شَتى مجالات ألحَياة ألمُعاصرة ، فلم يَعُد هناك مجال إلا ودخَلَ فيه ألكمبيوتر في أي نشاط إلا وتم أستخدامهُ ، وترجع هذهِ الأهمية ألكبرى لهذا الأختراع بشكل أساسي لِما يتضمنهُ من برامجيات مُتطورة يُعتمد عليها لهذا الأختراع ،حَيث أصبحَ ألعالم أجمعهُ في مُتناول أليد بفضل هذهِ ألشبكَة .
وأن هذا ألتطور أدى إلى نشوء جرائم ناتجَة عن الأستخدام الخاطئ في ألتعامل معهُ وكَيفيَة فَك رموز ألتَواصل معَ ألمجتمع بصيغَة صَحيحَة مُسالمة من خلالهِ ولكن من خلال وقوعَه في أَيد آثمة تَستَخدمهُ لتَحقيق مآربها من أفكارها ألمُغرضة ألمريضَة حَولتهُ إلى نفايات فكريَة مُتراكمة في أذهانهم ألعَقيمَة وأن هذا مايُصطَلح عليهِ بالجَريمة الإلكترونيَة ألتي تتم عن طَريق هذه الأجهزة ألمتطورة ويَكون ألهَدف منها أختراق ألشَبكات أو تَخريبها أو تَحريفها فكرياً أو ألتَزوير أو ألسَرقَة والأختلاس وألقرصَنَة ألفكريَة لأفكار نيرَة تَضربها أفكار عبارَة عن تقلبات فكرية مَريضة مُغرضَة لاتَمُت للمُجتمع بشَيئ سوى ألخراب ألفكري ونتيجة ذلك َ ألسلوك الأنحراف ألمشَوه وهذا بحد ذاتهِ جَريمة كاملَة الأركان ألماديَة وألمعنَويَة ولاعبرَة فيها باللاعب على إرتكابها ولَيسَ أدَل على هذهِ ألجريمة بسَرقة ألمُكلية ألفكريَة .
ومعَ هذا ألغزو ألفكري ألمَريض أصبَح من ألصعوبَة ضبط وكشف هذهِ الجرائم نظراً لكونها عابرَة للحدود ، لا دين لها ولا وَطن وتَتم بسرعة فائِقَة دونَ رَقيب وحَسيب ودَور رقابي من أيَة دولَة مما أدى إلى أرتكابها بكافَة صورَها ونشاطها الأجرامي ألمُتعارف عَليه من خلال ألسَطو على برامجيات ألحاسوب وسَرقة بياناته وقاعدة المُعطيات ألمعلوماتية حَتى ألسرية منها وأستخدامها في ألتَجسُس وألقرصنة وألسَطو على مُمتلكات ألغَير والإضرار بمدئ ألصالح ألعام وألمَساس بالأخلاق من خِلال الإباحية الفكريَة ألمريضة نَتيجة أجندات فكريَة مَريضة تَعتبر هي َ مُخلفات نفوس ضعيفة ومريضة لا تمتلك أيةَ مبادئ قَويمَة دافعها الأول والأخير هو نتاج فكري فاسد وترويج أفكار مُخالفة للصالح ألعام والأخلاق ببث هذه المُخلفات ألفكريَة ألغير أخلاقيَة والفارغَة من مضمونها ألفكري ألصحيح لأعتبارات ألتخريب ألفكري من خلال هذه ِ ألمُخلفات ألفكرية ألتي تعتبر هيَ أشَد فتكاً من مُخلفات الشارع على الصالح ألعام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار