أقوى وأبلغ وأوجز توجيه للمقاتلين

 أقوى وأبلغ وأوجز توجيه للمقاتلين

يحيى احمد صالح سفيان

من نهج الفصاحة والبلاغة

 

من نهج العبقرية والإبداع من نهج المروئه والكرم والشهامة والجود والرجولة والفحولة من نهج الفِطْرِة من نهج الدين الحق من نهج المعارف الجمة من نهج العلوم النظرية والتطبيقية من نهج الفلسفة من نهج الفكر من نهج مواجهة الآلام والوحاوح من نهج الحياة والساسة والسياسة والحكمة والأخلاق من نهج الأدب من نهج أساسات هندسة الدولة والمجتمع من نهج الخير والمحبة والسلام من نهج القيادة الربانية من نهج أشجع طاعن وضارب وسهم الله الصائب إمام المشارك والمغارب أقتطف ما لا يزيد عن ثلاثة أسطر من الكلمات الخالدة في المجال الجهادي الحربي القتالي من أثر إمام المتقين علي بن ابي طالب سلام الله عليه وكرم الله وجهه لنشرح ذلك ونمضي مع النص بعض الوقت وننظر بماذا يمد أنفسنا من البناء ومن الزيادة في الإيمان والتصحيح في العقيدة القتالية وبماذا يمدنا من الروح المعنوية ويزيد من ارتباطنا بما تركه لنا أئمة الحق صلوات الله عليهم . ——————————-
( تِدْ في الأرض قدمك تَزول الجبال ولا تَزِل عض على نواجذك أعِر الله جمجمتك غض بصرك وأرمي ببصرك أقصى القوم وأعلم أن النصر من عند الله )
هذا النص معلوم متواتر أنه للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وسلام الله عليه ورضوانه قاله قبل الف واربع مئة سنة وَجّهَه للمقاتلين آنذاك وهم ما بين فرسان ومترجلين وما بين رماة بالأقواس ومقاتلين بالرماح وضاربين بالسيوف ورغم هذا نجده نصاً لم يفقد استمراريته وحاجت المقاتلين إليه حتى وقتنا الحاضر من حيث وقعه وتأثيره في القلوب والذهنية واستنهاض همم المقاتلين وشحذها وتعبئتهم بأعلى درجات الشجاعة والبطولة والإستبسال والفداء والتضحية والمعنويات العالية وحتى الفاظ النص ومعانيها ودلالاتها متناسبة مع وقتنا الحاضر وفي إطار المجال العسكري رُغم ما فيه من تغيرات كثيرة جداً في تعدد القوات إلى برية وبحرية وجوية وكل من هذه الأنواع ينقسم إلى عدة أقسام وكذا في برامج تدريب الجيوش وتغيرات في العلوم العسكرية إذ صارت عدة تخصصات وتنوع السلاح تنوع مذهل وحداثته وتطوره التكنلوجي والتقني وشدة فتكه وبأساليب ووسائل متنوعة وكذا في المعدات والعتاد والوسائل الفنية ووسائل الاتصال يفوق كل هذا تصور أولئك المتقدمين وكذا في تعدد معسكرات الجُند من دائمة ومناطق تحشد ومراكز قيادة ونقط مراقبة ومؤخرات وتغيرات في مسرح العمليات الحربية على الارض وأشكال المعركة وجوهرها والأعمال القتالية فيها من هجوم ودفاع وإغارة وكمائن وحرب عصابات وتعدد المهام إلى مهمة مباشرة ومهم تالية وإتجاه هجوم لاحق وكل تطور علمي عسكري مَنَحَ القدرة الفائقة على المرونة والقدرة القتالية العالية في التدريب والمناورة والمعركة .
إنه أثر عظيم للإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه ومن كلامه الفصيح البليغ المحكم الذي ليس له نظير من كلام البشر في جزالة القول وقوة المعنى وقوة النفوذ إلى قلوب ونفوس ووجدانات المقاتلين مما يجعله نصاً يؤسس لعقيدة قتالية سليمة وقوية ويبنى عليه من أجل جيش دفاعي يقاتل باستبسال واستماته أثناء خوض الاعمال التدريبية والقتالية مع العدو ويؤدي مهامه على أكمل وجه وفي إطار الفكر العسكري أيضاً فحقاً أن نتدبره ونحاول شرحه .
وبداية أقول يجب أن يعلم كل مقاتل في مختلف المستويات أنه أمر وتوجيه يحتوي على عدة أوامر وتوجيهات وهو بمجمله من أجل عقيدة قتالية يرضاها الله سبحانه وتعالى ومن أجل جيوش تكون قادرة على القيام بمسؤلياتها تجاه مهامها والقضايا التي تقع في إطار مسؤلياتها وما تفرضه الضرورة وفي مقدمة ذلك من أجل العدل من أجل السلام من أجل الأمن والإستقرار من أجل كبح جماح العدوانيين من أجل سحق العدوانية فلي نفوس المعتدين المجرمين الإرهابيين من أجل حماية الارض والديار والعرض والحقوق والدماء ودين الله وشرع الله وأخلاق الله وآداب الله ، ويجب أن يكون في ذهن وقلب كل مقاتل في مختلف المستويات أن كل أمر وتوجيه تضمنه هذا النص هو ايضا من أجل ما اشرت إليه فـــ ( تد في الأرض قدمك تزول الجبال ولا تزل ) أيها المقاتل من أجل ذلك و ( عض على نواجذك ) من أجل ذلك ) و ( أعِر الله جمجمتك ) من أجل ذلك ) و ( غض بصرك وأرمي ببصرك اقصى القوم ) من أجل ذلك ( وأعلم أن النصر من عند الله ) أي يا أيها المقاتل اعتقد كامل وتمام الاعتقاد أن النصر من عند الله ، وأما شرح معاني ومقاصد الالفاظ والعبارات الواردة في نص توجيهات الإمام علي سلام الله عليه كما كانت قبل الف واربعة مئة عام وكما هي في وقتنا الحاضر من جهة المقارنة وحتى نعلم كيف أن النص لم يفقد استمراريته رُغم المتغيرات التي أشرتُ إليها فيمكن تناول ذلك كما يلي :-
( تِدْ في الأرض قدمك تَزول الجبال ولا تَزِل عض على نواجذك أعِر الله جمجمتك غض بصرك وأرمي ببصرك أقصى القوم وأعلم أن النصر من عند الله ) . ( فَتِدْ في الأرض قدمك ) أمر للمقاتل القديم بالتمسك بالأرض التي تحت قدميه وهو أمر مقدور عليه عملياً وقبل المبارزة والمواجهة بالسيوف والرماح ليشعر المقاتل بثبات كثبات الأرض التي تحت قدميه فهناك علاقة وعاها المقاتل أم لم يعيها بينه وبين الأرض التي يقف عليها وذلك حتى لا ترهبه صفوف العدو وجحافله وأثناء المبارزة ليكون ارتباط المقاتل بالسيف ارتباط قوي بالأرض فيكون ثباته من ثبات الأرض التي تحت قدميه حتى لو تقافز وتحرك وناور لابد من أن تكون قَدَمَيْ المقاتل مغروسة بقوة في الأرض ليَقِي نفسه من ضربات الدفع التي يتلقاها مِنْ العدو أثناء ضربات السيوف أو أثناء الاشتباك والاندفاع بالسيوف والأجساد فلابد ما يكون أقدام المقاتلين حتى في غير المبارزة وأثناء القتال الفعلي أثرها الفعلي فأثر أقدام الجبان على الأرض وأثر أقدام اللص على الأرض غير أثر أقدام المقاتلين البواسل الصناديد وحتى غير أثر الناس السائرين على الأرض وهم واثقون من أنفسهم فهذان الصنفان ممن يمشون على الأرض أو يقاتلون عليها بتلك الاساليب والوسائل القديمة تكون علاقتهم بالارض علاقة تبادلية إيجابية بعكس الصنفيين الآخرين ( الجبان واللص ) الذين قد نجدهما يسقطان على الأرض المستوية والمتماسكة لا لشيئ إنما لجبن ذاك وفعلة ذاك والخلاصة أن كل ذلك من أجل تحقيق الوقاية لتحقيق القتال المطلوب والنصر وتقليل الخسائر وهو ما يعني اليوم التخندق الجيد والتحصين الهندسي القوي للأفراد والمعدات والآليات والسلاح الثقيل وبما يصد مختلف ضربات طيران العدو ومدفعيته من مختلف أصناف أسلحته الجوية وغيرها من بعيدة المدى والحرارية منها والإليكترونية وشديدة الإنفجار والتدمير ، ويجب على المقاتل والعسكريين بشكل عام أن يكون وقوفهم على الأرض وخُطى أقدامهم أثناء المسير بالنسبة للمشاة مختلفة عن خطى غيرهم من الناس .
وقول أول المجاهدين والفدائيين سلام الله عليه ( تزول الجبال ولا تزل ) هو أمر غير ممكن على الواقع عمليا لكن القصد هو التشبث القوي بالأرض التي هي مقراً لمعسكر المقاتلين سوى المعسكر الدائم أو منطقة التحشد أو جبهة القتال بمختلف انساقها أو هي الأرض المُحَرّرَة من العدو فيجب البقاء عليها وباستماته مهما كانت مباغتت العدو وشدة هجومة ومهما كانت نوعية أسلحته التي قد تسبب بعضها الصدمات العصبية وتعطيل الحواس وفقدان التركيز وحصول الإرباك فلابد من الصمود والثبات وإستحضار الذهن أن الله أقوى ورجال الله وجند الله ونور الله في أرض المعارك أقوياء بقوة الله حتى يتحقق النصر فلا ضعف ولا فرار ولا انسحاب دون أن يكون تكتيكا لنقل المعركة إلى مكان آخر أو لمباغتة العدو ومهاجمته من جهة أُخرى .
وقوله سلام الله عليه ورضوانه وكرم الله وجهه ( عض على نواجذك ) فالمعنى قد يكون أنه على كل المقاتلين أن يكونوا أشداء بكل حزم وعزم وجزم وأن لا ينشغلوا بأي أُمور أُخرى أثناء المعركة توهن من شجاعتهم وإقدامهم وبسالتهم وقد يكون المعنى لأمر قبل المعركة وأن لا كلام من أي نوع خارج المهام فالأمر يتعلق برفع الاستعداد القتالي ولابد من تجهيز الفرسان والمشاة من حملة السيوف والرماح والأقواس بكل جدية وعزيمة للتقدم ومواجهة العدو وخوض المعركة معه والمعنى في وقتنا الحاضر لــ (عض على نواجذك) هو أمر وتوجيه للمقاتل قبل المعركة وأثناء المعركة ووطيسها فلابد على المقاتل من أن يكون جاداً قوياً ولا يتكلم ولا يفكر إلا في اطار مهامة القتالية ابتداءاً من رفع الجاهزية القتالية والاستعداد القتالي لمختلف التشكيلات في الجيش ومختلف الصنوف للأسلحة وبجدية عالية ولا يكون هناك أي إنشغال بأُمور خارج المهام فالأمر يتعلق برفع الاستعداد القتالي لأن هناك خطر قادم ولابد من الاستعداد لمواجهته كما تقول وحدات الإستطلاع وقد يكون خطر قادم ولابد من مواجهته في نفس الوقت ونحن في معسكراتنا الدائمة أو مناطق تحشدنا أو معسكرات تدريباتنا أو في خطوطنا القتالية الأمامية وقد تكون هذه الحالة عند التقدم في الهجوم للقوات الصديقة أو لمواجهة هجوم قوات العدو بأي مستوى من مستويات تشكيلاته وبأي صنف من صنوف سلاحه ووحداته الملحقة وقد تكون في حالة المواجهة وهو ما يعرف بمصطلح ( المعركة التصادمية ) أي أن تكون القوات الصديقة في حركة نحو قوات العدو وقوات العدو تكون في حركة نحو قواتنا وكل من الطرفيْن له تكتيكه وخطته القتالية لخوض المعركة وجملة الإحتمالات والتوقعات عند اللقاء والمواجهة والإلتحام في نقطة ما على الأرض ففي كل هذه الحالات ( عُض على نواجذك ) فلا كلام ولا تفكير خارج المهام ولابد من الاستعداد والعمل والتنفيذ للواجب والدفاع والهجوم بكل جدية وبسالة .
وقوله سلام الله عليه ( أعِر الله جمجمتك ) فلأن الجمجمة محل لذهنية الإنسان وذاكرته لِمَا فيها من حواس هي أساس من الأساسيات في الإدراك والإستيعاب لدى الدماغ أو المُخ أو محل التعقل في الجمجمة فحتى لا تزيغ الجمجمة وتزيغ معها الحواس والمُهج والأفئدة والوجدانات ( العواطف الإنسانية ) في ما لا يخدم تحقيق النصر كان الأمر بإعارة الله جمجمتك أيها المقاتل أيها المجاهد في سبيل الله كناية عن البيع من الله سبحانه وتعالى فـ ( أعِر الله جمجمتك ) ليكون قتال في سبيل الله وأن يكون نصر يرضي الله وأن يكون جرح في سبيل الله لمن يجرح وتكون شهادة في سبيل الله لمن يستشهد إنه أمر بأن ينسى المقاتل كل شيء خارج ساحة المعركة قد يضعفه داخل ساحة المعركة وهذا يعني استحضار المقاتل لحالة إيمانية تترجم البيع من الله عمليا على الواقع فيكون كله لله سبحانه وتعالى بتسليم مطلق في اتجاه محدد هو سبيل الله جل جلاله ولتحقيق إحدى الحسنييْن النصر أو الشهادة ، ولأن التذكر والذاكرة محلهما الجمجمة أيضاً كان الأمر كذلك ، قلتُ وإختيار الإمام علي سلام الله عليه لفظة فعل الأمر ( أعر ) رغم ان الله جل وعلا لا يحتاج من يعيره من خلقه فلا يُعار المالك من ملكه فكيف بمالك كل شيئ إنما هو كقوله تعالى (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) الحديد (11) وورد مثل هذا آيات أُخرى ليس إلا من باب التحفيز والترغيب فهل الله جل شأنه بحاجة لأن يقرضه احدا من خلقه وعبيده ؟! كلا إنما هي الجائزة الربانية المؤجلة لمن اطاع الله سبحانه وتعالى التي تأخذ وقت كما يأخذ القرض الذي يقترضه الإنسان من غيره والوقت الذي يأخذه الشيئ المعار حتى يعود لصاحبه فالمجاهد إذا استشهد نال حياة الخُلد فور استشهاده بما فيها من كرم رباني اعده للشهداء جل جلاله الى جانب ما ينتظرهم من مقام في جنة الخلد وإذا انتصر المجاهد كتب اجره ونال ثوابه دنيا وآخره ، وهو ما يُعَبأ به المجاهدين اثناء التأهيل والتدريب عن الشهادة وما فيها من اصطفاء وكرم رباني وهو أيضا ً ما ينصح به المقاتلين بمختلف تخصصاتهم قبل الأعمال القتالية في وقتنا الحاضر من الإنقطاع عن ما يشغلهم خارج المهام والاعمال القتالية وإن تغيرت الصيغة والطرق والأساليب والبرامج فما هي إلَّا من أُفق ( إعِر الله جمجمتك ) .
وقول أول المجاهدين وإمام المتقين ( وغض بصرك ) هو أمر لغض بصر المقاتل عن ما يحدث خارج مهمته القتالية مهما كان ولو كان أحداث دامية وخسائر في صفوف قواته من حملة السيوف والرماح من فرسان ومترجلين ورماه بالسهام فلا يلتفت يمينا وشمالاً ولا تستدرجه الغنائم وهو يبارز أو هناك من يبارزه وحين يكون الجيشيْن في المعركة قد التحما لا ينبغي على المقاتل أن يتلفت أو ينشغل بما ليس من مهمته وقد يعني الأمر والتوجيه (وغض بصرك) أي البصيرة القلبية إذا أخذنا العبارة على اعتبار أنها كناية لبصيرة المقاتل الذي قد يشغلها في ما لا ينفعه حال القتال وليس من الواجب والمهام القتالية ، وهو المطلوب من المقاتلين في وقتنا الحاضر أن يقاتل الجميع وفقا للتخصص والمهمة القتالية وعدم الالتفات بالبصر والبصيرة القلبية إلى ما هو خارج المهمة القتالية أو الانشغال بما يحدث في الأجناب أو في العُمق للقوات الصديقة أو أي مكان في جبهة القتال مالم يكون ذلك ضمن المهمة القتالية المسندة للمقاتل والمقاتلين وضمن التخصص والتشكيل القتالي وهو من عوامل ولوازم تحقيق النصر . وقول أول المجاهدين والفدائيين في الإسلام ( أرمي ببصرك أقصى القوم ) فهو أمر للمقاتل آنذاك باجراء الإستطلاع وإستمراريته باستخدام العين المجردة للنظر إلى أقصى القوم قبل القتال وربما اثناء المعركة إن تمكن ليكون على علم بمجريات المعركة وتحركات العدو من فرسان ومترجلين ورماة بالأقواس ومقاتلين بالحراب والتنبه إلى أي مباغته أو هجوم بالالتفاف أو مراقبة أي تعزيزات وهو ما يسمى بالاستطلاع الذي يتم اليوم بالعين المجردة ونظارة الميدان والرادار والأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار أو المسيرة وأي أجهزة ارسال واستقبال لكل انواع الذبذبات وكذا الإنترنت والذي يطول الخوض في مجمله فضلا على أن نفصله هنا ونتعرض لأنواعة إلى جانب وسائله ومنه أي الإستطلاع تبنى الخطط القتالية وعليه تتخذ الإجراءات التكتيكية وعليه تتخذ الأمر القتالي وقرار الحرب وخوض المعارك بكل انواعها بل وفي وقتنا الحاضر يمكن للأمر والتوجيه ( أرمي ببصرك أقصى القوم ) أن لا يشمل المقاتل المتوجه لخوض معركة أو للذي يخوض المعركة بل يمكن أن يشمل كل من في الخطوط الخلفية للقوات الصديقة وحتى العُمق الاستراتيجي ويمكن أن يشمل العسكريين وغير العسكريين في حالة أن يكون هناك عدوان يهدد شعب ووطن وبمعنى أنه أيضا ليس الاستطلاع في اطار قوات العدو المقاتلة ومختلف انشطته في خطوطه الامامية وأنساقه التالية للخطوط الأمامية أو في عُمقه في معسكراته الدائمة ومناطق تحشده وميادين تدريبات عسكره ومخازنه الاستراتيجية لمختلف مواد ووسائل التأمين بل الاستطلاع والعمل الأمني والمخابراتي حيث يمكن أن يستهدفنا في عُمقنا من خلال الخونة من المنافقين والعملاء والمرتزقة والجهلة .
وقول إمام المتقين وأول المجاهدين والفدائئين سلام الله عليه ورضونه وكرم الله وجهه ( وأعلم أن النصر من عند الله ) هو إخبار أن النصر من عند الله وهوأمر بمعنى كن على علم بأن النصر من عند الله فلا يساورك الشك أيها المقاتل أيها المجاهد في هذا ولابد أن يسلم المقاتل بأن النصر في آخر المطاف في أي معركة أنه من عند الله ليضل الارتباط بالله والثقة بالله والتوكل على الله والشكر لله أولا وأخيرا واخبار للمقاتل وأمر بأن يعلم أنه إذا ألتزم بكل التوجيهات فالنصر المؤزر مؤكد تحقيقه من عند الله فثق أيها المقاتل بذلك . ومثل هذه التوجيهات بمجملها وتفاصيلها وإلى وقتنا الحاضر من لوازم وعوامل النصر لأي جيش مؤمن يخوض القتال مع الإلتزام بما سبق شرحه وتبيينه ومع علاقة الثقة بين المقاتل وسلاحه وأن بقدرة الله يمكن أن يجعل من سلاح المجاهد في سبيل الله من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة وحتى القديمة قوة جبارة ومسددة رمياتها من عند الله لأن المقاتلين في سبيل الله أكرم العباد على الله وهم رجال الله وجند الله ونور الله في ارض المعارك وما هي الا أحدى الحسنيين فاللهم يا الله عزز المجاهدين في سبيلك المقاتلين في سبيلك بجند من عندك وافرغ عليهم صبرا وثبت اقدامهم اللهم إنهم لا يقاتلون الا معتدياً متجبرا باغياً مستكبرا اللهم إنك مَنْ لا يُرَد بأسه عن الظالمين وأنت المنتقم العدل جل جلالك ……………………21-3-2019م .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار