أفريقيا .. في صلب الصراع الأميركي .. الصيني ..

أفريقيا .. في صلب الصراع الأميركي .. الصيني ..

فـارس الطـالـب ✍️

٧ / 10 / 2023

 

انسحبت فرنسا .. وبقيت القواعد الأميركية في هذه المنطقة .
واصلت واشنطن عملياتها في الرصد والتجسّس واستهداف فلول التنظيمات المتطرّفة كما حصل أخيراً في الصومال .
زار موفدون أميركيون النيجر وتفاوضوا مع ( العسكر ) ولم تقطع واشنطن المساعدات ولم يتّخذ الأميركيون موقفاً سياسياً من الانقلابات .

كما سجّل المجلس العسكري الانقلابي في النيجر بعض النقاط على فرنسا إثر موقف الإليزيه المتصلب والمتمسك بمعاداة العسكريين الذين تسلّموا السلطة بانقلاب على الرئيس المنتخب محمد بازوم .
فبعد شهرين من المواجهة المباشرة بين باريس وعسكر العاصمة نيامي، ورفض فرنسا التعاطي الواقعي والعقلاني والبراغماتي مع الوضع الناشئ المستجدّ في النيجر، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فجأة إعادة سفيره وانسحاب جيشه من القواعد الفرنسية في النيجر .

لا ينحصر هذا الوضع بالنيجر.. فالعلاقات الفرنسية شهدت تدهوراً مع كلّ من تشاد ومالي وبوركينو فاسو والغابون . إضافة إلى العلاقة المتوتّرة المستدامة مع الجزائر وصل الأمر بها حدّ منع تعليم اللغة الفرنسية في المدارس الخاصة الجزائرية بدءاً من العام الدراسي المقبل . ولكن يبدو أنّ حال فرنسا في القارّة السمراء هو جزء من تغيّر في الخارطة الجيوسياسية عموماً بين دول الشمال والجنوب، وبين الغرب عامّة ودول العالم الثالث خاصّة .

عدم التنسيق الأميركي / الفرنسي :
يذكّرنا المنحى الفرنسي الراهن بما حصل قبل عامين ( 2021 ) حين شاب الانسحاب الأميركي من أفغانستان الفوضى والتراجع والتشفّي وعدم تحقيق الشعارات الكبرى وعلى رأسها شعار تعميم الديمقراطية وشعار القضاء على الإرهاب. فقد أعلن الرئيس الفرنسي أنّ الوجود العسكري في النيجر لن يعود بعد اليوم بالفائدة المرجوّة في ( محاربة الإرهاب ) لعدم تعاون الحكّام الجدد .
لكن عند مقارنة الموقف الفرنسي ( المتصلّب ) بالموقف الأميركي ( المرن ) يتبيّن مدى التناقض وعدم التنسيق بين الدول الغربية، والفوضى التي تعتري مواقفها المتباينة .

توجّهت فيكتوريا نولاند ( الثالثة بتراتبية وزارة الخارجية الأميركية ) إلى الانقلابيين للتفاوض معهم . وأعادت واشنطن إرسال سفير أميركي جديد لتمثيلها لدى سلطات الانقلاب . وبقيت القواعد الأميركية في مكانها ولم تُغلَق الأجواء إلّا بوجه الطائرات الفرنسية. واشتعلت الانتقادات بين باريس وواشنطن وظهرت إلى العلن ولم تبقَ خلف الكواليس . وأتت جولة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في إفريقيا وكأنّ هناك قراراً أميركياً بالحلول محلّ فرنسا . انعكست هذه
التناقضات الجانبية على الاتحاد الإفريقي وعلى اتحاد دول إفريقيا الغربية . وهو ما شل قدرة الأفارقة على اتخاذ موقف واحد صلب .

سعت دول ( إكواس ) الأفريقية إلى القيام بعمل عسكري يحول دون استمرار سلطة الإنقلابيين . غير أنّ تلويح المتظاهرين بالعلم الروسي ومطالبتهم بدعم موسكو إلى جانب اغتيال بريغوجين قائد منظمة فاغنر ( التي تصول وتجول في أنحاء إفريقيا ) قوّض مساعي التدخّل العسكري . ولكنّ من المهمّ الإشارة إلى أنّ أغلب الدول وخاصة نيجيريا كانت تترقّب الموقف الأميركي لتحسم أمر التدخّل في النيجر . .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار