ثلاثة وجوه خلف قناع واحد واحد…

 

محمد حمد

 

وجهٌ من صخر وغبار صيفي
يرسم في قعر المرآة
ملامح رجل تتناسل في عينيه
علامات استفهام صمّاء
وسؤال
يبحث عن الف جوابٍ شافٍ
بين ركام الكللمات
وبريق يتصاعد من شمعة صمت
راقصة دون هوادة
تشبه في بعض اللحظات
موسيقى
أو همسة شوقٍ
تعزفها أصداءٌ لبقايا قُُبلات..

وجهٌ مصنوعٌ من طين الخاوه
وجلود سلاحف وافاعٍ وقنافذ
(يُقال إنه وجهي الاصلي قبل ظهور التشوّهات الأخيرة)
يخرج من عينيّ بلا سابق انذار
يتقمّص شخصية شاعر يلتفّ بمعطف عوغول وقناعٍ
من “ايام زمان”
ويهيم وحيدا في طرقٍ موحشةٍ
كوحشة ليلة عاشوراء !
يبحث عنّي
في جسدٍ مخمور الافكار
تتقاذفه
اكثرُ من زوبعةٍ في فنجان

وجهٌ من أوراق السلوفان المستورد
احيانا اركنه في جيب البنطال
لاحميه من الحسّاد
يتبعني في جلّ متاهات الاسفار
وطقوس التجوال
يحصي كل هزائم عمري (وما اكثرها) وجراحي
في كلّّ نِزال !
ويتركني في صحراء هجرتها
آلهة الاشعار:
صرتُ بدويّاً اعيته تقاليد الترحال
ولا جدوى التكرار !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار