طبائع الخلود .

 

أسيل صلاح 

بعض الأيام لا يمكن لمسها
ما يتساقط منا ياكله الورقُ
لأغسلن نعش رحلتي بقصيدة
نحن لا نتفق هذا الصباح
نحن لا نتفق كل صباحٍ
القراءات تمنع الوجع
يا انت.. يا انت
انت الحقول التي انجبتني
وانت المرايا التي ادمنت شفتي وانت الحبيبُ الحبيب الاخير
ساهتم بالهبات التي تطيل الوصول
واشعلُ صخبآ رشيقآ في براعم زنزانتي
فلتعذرني طبائع الخلود
فأنا أخجل من ثرثرةِ الماءِ ولون الرماد
حين ينفخ في ثنايا العبث لينجو
الريحُ خدعة هذه النايات و المصابيح والبدايات
تسهرُ حُنجرتي.. تحدثني عن انكسار إمرأة في الفجر
و عن امتلاء إناء ابنتها بالمواعيد
يا لهذا الريش الناعم وهو يطفو على جلد مخيلتي
يا لهذه الشرفات المملوءة بالنعاس والبرد
يتدحرج إله صغير على زغب اصابعي
تمسكه رعشةٌ ما
ينظر إلى اشقائه

للفناءات رنينٌ و ملائكة و بناؤون على مدارج النعاس
يسابقون العاشقين في جمع القبلات و النارنج
و لكني أركض وسط هتاف القادمين
لأجمع صوتك و انقض على ورق المعنى
َورقٌ محفوفٌ بجيران العنب و تُجار اليقين
ها انذا.. أُلقي التحية على ارغفة ستُشعل الأرض بالياسمين
و تترجم ينابيع القلق في المقاهي
يا صباحات الكمأ
راينا ارحامكن
غارقات في استملاك الكون
مترجلات عن عربة السكون وهذيان السناجب
سننجبُ كونآ آخر تحمله سحبُ المدينة و سفنٌ شقراء
و تماثيل من الخشخاش
نحن لا نخرج عن ابتهالات فمكِ
أيتها الغارقة في بلاغة السنديان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار