الثقافة ودورها الفعال في المجتمعات …

 

 

 

 

 

الثقافة ودورها الفعال في المجتمعات …

 

ايمان عبد الملك

 

بطبيعتنا في دولنا العربية نعزز هيبة العشيرة والطائفة والعائلة والقومية بعيدا عن تطوير حياتنا الشخصية، دون النظر إلى الإحتياجات الضرورية لمجتمعاتنا من تطور انتاجي وإزدهار فكري يساعدنا على التقدم العلمي والفلسفي بعيدا عن التخلف .
فبلداننا العربية بأمس الحاجة لخلق الإرادة الفكرية الواعية التي تأخذ على عاتقها دفة القرار لتسيير المجتمع بحكمة كي يعبر الى بر الأمان بعيدا عن الممارسات والمعتقدات الخاطئة .
من هنا علينا تعزيز دور المثقفين والعلماء الذين لهم رؤية صحيحة لبناء مجتمع راق وحمايتهم ومساعدتهم لنشر أفكارهم المستقبلية التي تحمي من خلالها حقوق المواطنين وتوصلهم إلى أهدافهم السامية التي يطمحون إليها.
في المجتمعات المتقدمة التي تقوم على حرية الفكر والتعبير نجد مواطنيها على درجة عالية من الرقي والتقدم الحضاري ،فكلما ارتقت الشعوب في علومها ومعارفها تحت مظلة الاستقرار الأمني والاقتصادي زادت نسبة التطور الثقافي والمعرفي بين ابنائها .
دون أن ننسى الدور الأساسي للحكومات في وضع أسس وقوانين مبنية على حسن التنشئة الصحيحة لكل فرد في المجتمع من خلال احترام القوانين، توفير الحرية الشخصية ،تحكيم العقل في اختيار القرار الصائب وإشراك المرأة في الحقوق والواجبات وحمايتها بالعمل على تسليحها بالعلم والمعرفة وتطوير الذات ،بعيدا عن الزواج المبكر للفتيات الذي يزيد من خطر تعنيفها جسديا ونفسيا ويحد من تقدمها ويساهم في زجها في خانة الجهل، فالمجتمع بحاجة ماسة لطاقاتها الفكرية بعيدا”عن المصطلحات البدائية التي تحد من تفكيرها وحرمانها من حريتها في إختيار مصيرها المستقبلي .
لذلك نجد بأن المجتمعات المثالية تسعى لتطوير نمط عيش مواطنيها من خلال اختيار مسؤولين إداريين على مستوى عال من العلم والكفاءة ليساهموا في المشاركة الفعلية في صنع القرار الحكيم والعمل على إصدار قوانين عادلة و غير مجحفة بحق الشعوب ،فمن الصعب قيام مجتمع مدني قوي في ظل مجتمع سياسي ضعيف …لذلك علينا حسن الإختيار .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار