(( أتلمسُ الذاكرة) )

 

(( أتلمسُ الذاكرة) )

 

سعد الكعبي 

 

بعد الزلزال الذي ضرب بيوت بغداد العتيقة
وقعتْ صورة و تشظى الزجاج
وتهشم إطارها الذهبي
ثم غبار على الجدار
وبقي المسمارُ معلقا شامخا .
يحتفظ بذاكرة المطرقة
التي هشمت راسه
.
كتبي المغلفة بغبار الزمن تطايرت
دفاتري ومجلاتي وسجلاتي
وشيءً في ذاكرة الوجع
كتبي تتكئُ على رفوفِ مكتبتي
ردحا طويلاً منْ الزمن
يتكاثراً أوْ ينقُصن
كأرواح طيبة يظهراً في المناسبات.
عندما كنت مغفل
حويت مصادر دينية كثيرة
كنتُ وديع جدا
بعد سنين
كلهن جمعتهن في أكياس
وأرسلتهن إلى صديقي
وأقسمتْ عليه
أنْ يوزعهن على دور العبادة والمزا رات
هو ,,هو ,,هو ,,,أقســـــــــــــــــــــم سيفعل
وأنا أقســــــــــــــــــمُ بأنهُ سرقُهن كُلهن
كما سرقوا منْ قبلُ صندلي الأحمرِ
في النجف
وتمشيتُ حافي القدمين
ابحث عنْ متجر لبيع الصنادل
صوري ومرح الطفولة
وأهلي وجارنا وأرحامنا وفرعنا الجميل
وعمتي الباسقة العالية أم الخير نخلتي المدللة
وحتى طيورِ المنطقة (الطويرني) هاجرن
أتلمسُ الذاكرة بعد الزلزال الذي ضرب بغداد.

صورة جدارية كنتُ اعتز بها جدا لفترة طويلة منْ الزمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار